Texte intégral
1تكتسي الترجمة الدينية أهمية بالغة في تاريخ الترجمة، حيث إن النص الديني كان ولا يزال من أوائل النصوص التي تمت ترجمتها في الزمن القديم والمعاصر. فقد اقترنت الترجمة في بداية الأمر بالنصوص الدينية، ثم شملت بعد ذلك كل مجالات المعرفة وحقولها، وأصبحت ممارسة لا محيد عنها في عالم متعدد اللغات ومتشعِّب الثقافات.
- 1 مونان، جورج (1994)، المسائل النظریة في الترجمة، ترجمة لطیف زینون، دار المنتخب العربي، بيروت، الطبعة (...)
- 2 السنسكريتية لغة قديمة في الهند، وهي لغة خاصة بالطقوس الهندوسية والبوذية والجاينية، توجد في الهند وج (...)
- 3 Sun, Min (2010), La traduction de la littérature québécoise en Chine - état des lieux et perspectiv (...)
- 4 نيومارك، بيتر (2002)، اتجاهات في الترجمة، ترجمة محمد إسماعيل صيني، جامعة الملك سعود، دارالمريخ للنش (...)
- 5 Van Hoof, Henri (1991), Histoire de la traduction en occident, Editions Duculot, Paris, p.13.
2ويعدّ هذا النوع من الترجمة من أعرق أصناف الترجمة في تاريخ البشرية؛ إذ يمكن القول إنها أقدم أنواع الترجمة التحريرية؛ ذلك أنّ "الترجمة في الشرق كما في الغرب بدأت دينية"1. فقد بدأت الترجمة في الصين القديمة بترجمة الكتب الدينية من السنسكريتية2 إلى اللغة الصينية، حيث "يرجع تاريخ الترجمة الصينية إلى سنة 1100 ق.م. ومنذ هذه الفترة، عرفت الصين موجات كثيرة من الترجمة، من بينها ترجمة السوفرا (التعاليم السنسكريتية)"3، كما أن "من الآثار التي وُجدت، ترجمة الرومان للنظام الديني الإغريقي عام 300 قبل الميلاد"4، بالإضافة إلى أنّ مترجمي الإمبراطورية الرومانية والإغريقية قد نقلوا التّوراة والإنجيل في عصور قديمة جدا. ولذلك فإن "الترجمة الدينية بشكل مؤكَّد كانت سابقة على الترجمة الأدبية (...) ولا يشك أحد في الدور الأساسي الذي لعبته في الحضارات، مثل حضارة اليونان القديمة، وبشكل أقوى في الإمبراطورية الرومانية"5.
3تُعدّ ترجمة النص الديني إذن مجال التحدّيات والجدل بامتياز، لاسيما فيزمن العولمة والصراعات الإيديولوجية والدينية والطائفية. ولا شك أن دراسة النص الديني عموما، والقرآن الكريم بشكل خاص في علاقته بالترجمة، يجرّنا إلى الخوض في العديد من القضايا الـمُستَشْكِلة، من قبيل الفوارق والعقبات الثقافية التي تكتنف النص الديني أثناء ترجمته إلى لغة أخرى، إضافة إلى الخصائص والمميزات اللغوية والبلاغية التي يزخر بها النص الديني، ولاسيما النص القرآني. إن أكبر صعوبة ظلت تواجه المترجمين، هي تلك المتعلقة بترجمة النصوص الدينية بشكل عام، وترجمة القرآن الكريم بشكل خاص، فإذا كان الخطأ في ترجمة غيرها من النصوص ضارا، فهو في النص الديني أضرّ.
4وتعدّ ترجمة القرآن الكريم عملية بالغة التعقيد، بالنظر إلى حجم الصعوبات والمشاكل التي تنطوي عليها عملية الترجمة، نظرا للمكانة الاعتبارية التي يحظى بها القرآن الكريم باعتباره نصا مقدسا، ونظرا لخصائصه البلاغية المميزة. وتزداد هذه الترجمة تعقيدا، عندما يتعلق الأمر بترجمة القرآن الكريم إلى لغة مثل اللغة الأمازيغية، التي وإن قَلّت فيها الفوارق الثقافية والدينية، فإن التباينات اللغوية القائمة بينها وبين اللغة العربية، تظل عقبة كؤودا، يصعب تجاوزها، لاسيما في ظل الوضع الذي تعيشه الأمازيغية، باعتبارها لغة مازالت في طريقها إلى الانتقال من الشفاهة إلى لغة الكتابة، وتدشين جهود التوحيد والمعيرة لهذه اللغة، مع ما يصاحب هذا الانتقال من إشكالات متشعبة، تلامس جميع بنيات اللغة من صرف ونحو وتركيب ومعجم وغيرها.
- 6 ذكره الناصري في الاستقصا، حيث قال "وفي هَذَا التَّارِيخ كَانَ ظُهُور صَالح بن طريف البرغواطي الَّذِ (...)
- 7 الناصري، أحمد بن خالد أبو العباس (2014)، الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، تحقيق محمد السيد عثمان، (...)
- 8 البكري، أبو عبيد (2003)، المسالك والممالك، تحقيق جمال طلبة، دار الكتب العلمية، بيروت، ط.1، ج.2، ص.3 (...)
- 9 الثعالبي عبد العزيز (1990)، تاريخ شمال افريقيا من الفتح الإسلامي إلى نهاية الدولة الأغلبية، تحقيق أ (...)
5ذكرت بعض المصادر التاريخية أن صالح بن طريف البُرْغْواطي6، وضع لقومه "قرآنا" باللغة الأمازيغية، "يقرؤونه في صلواتهم ويتلونه في مساجدهم، وزعم أنه نزل عليه، وأنه وحي من الله تعالى إليه، ومن شك في ذلك فهو كافر. والقرآن الذي شرع لهم ثمانون سورة سماها لهم بأسماء النبيين وغيرهم، منها: سورة آدم وسورة نوح وسورة فرعون، وسورة موسى وسورة هارون وسورة بني إسرائيل، وسورة الأسباط وسورة أيوب وسورة يونس، وسورة الجمل وسورة الديك وسورة الحجل، وسورة الجراد وسورة هاروت وماروت وسورة إبليس، وسورة الحشر وسورة غرائب الدنيا، وفيها العلم العظيم بزعمهم"7. وأورد البكري كلمات مترجمة من أول سورة أيوب وهي استفتاح كتابهم كما يقول8، كما أورد الثعالبي مقطعا مماثلا من أول سورة أيوب: "باسم الله الذي أنزل الله به كتابه إلى الناس ليبين به أخباره. قالوا علم إبليس القضية. أبى الله ليس يطيق إبليس كما يعلم الله. أي شيء يغلب الألسن في الأقولة؟ ليس يغلب الألسن في الأقولة إلا الله بقضائه أبا اللسان الذي أرسل به الحق إلى الناس. أعني ما مات. أنظر محمدا كان حين عاش استقام الناس كلهم الذين صحبوه ولما مات فسد الناس. كذب من يقول: إن الحق يستقيم وليس ثم رسول الله"9. ورغم إيراد المصادر التاريخية لهذا المؤلَّف، إلا أنه لم يصلنا منه شيء بالأمازيغية، عدا مقاطع مما ذكرنا بعضها مترجَمة إلى اللغة العربية، ولعل هذا الكتاب أقرب إلى التأليف وإعادة الكتابة، منه إلى الترجمة.
6قام الأمازيغ بدور كبير في خدمة الإسلام، من خلال مساهماتهم العلمية سواء باللغة العربية أو الأمازيغية، وذلك لأهميتها في نشر العلوم الإسلامية، بل ظهرت اهتمامات جديدة أبرزها إعداد القواميس المزدوجة اللغة لتسهيل عملية تحرير الوثائق على من يتصدر لها من القضاة والعدول والموثقين والفقهاء، وكذا التعبير عن الأعلام البشرية والجغرافية وأعضاء الإنسان وما يحيط به من أدوات وغيرها...، وتعزز هذا المسار بلون من ألوان التأليف الذي سعى إلى تبسيط المعرفة الدينية وتقريبها من أفهام العوام، اصْطَلَح عليه البعض اسم (لْمازغي)، فكان التأليف باللسان الأمازيغي تارة، وتمزيغ بعض التآليف العربية تارة أخرى، خاصة منها ذات الصلة بعلوم القرآن والفقه والحديث والسيرة والعقيدة والتصوف والأذكار، وموضوعات أخرى مثل الطب والتداوي بالأعشاب، والفلك والتوقيت والتنجيم، والفلاحة والحساب وغير ذلك.
- 10 منظومة شعرية في الفقه تتألف من عشرة آلاف بيت، من تأليف محمد بن محمد بن أحمد بن عبد القادر بن محمد ا (...)
- 11 السوسي، المختار، المعسول، جزء 19، ص.14، وأيضا رجالات العلم العربي في سوس، ص.187.
7انطلقت الكتابات الأمازيغية من العلم والمعرفة الشرعية، تلك المعرفة المتداوَلة في المدارس العلمية، والتي يحُول الجهل بالعربية دون وصولها إلى عموم الناس، فعَمِل الأمازيغ على ترجمتها وتقريبها إلى عقولهم، عن طريق الشرح والتفسير والتمثيل، كشرح مختصر الشيخ خليل لأوزال منظوما بالأمازيغية، وسماه الحوض، وكذا "بحر الدموع"، وشرح لحسن أُبراهيم أعروس لابن عاشر، وترجمة الحامدي لقصيدة البردة، وترجمة كتاب "عمدة البيان في فروض الأعيان" للشيخ عبد الرحمن الأخضري، وترجمة سيدي أحمد الطالبي المعدري لرسالة "عقد الجمان لمريد العرفان" في التربية الصوفية، للشيخ سيدي علي الدرقاوي، وترجمة المختار السوسي لكتاب "الأنوار السنية" لابن جزي، وكتاب "الأربعين النووية"، وترجمة الحاج عبد الله الدرقاوي الإلغي لكتاب "رياض الصالحين"، وكتاب "نور اليقين" في السيرة النبوية، وترجمة عبد الحميد بن الحسين الصوفي لرسالة ابن أبي زيد القيرواني "تيليلا في تشليح الرسالة القيروانية"، وترجمة الشيخ سيدي علي الدرقاوي لجزءٍ من كتاب "مجموع الأمير"10، سماه "تافوكت ن الدين" أي شمس الدين، "ترجمه منظوما، مقتفيا خطوات التامدوزتي في شرحه لحوض الهوزالي، موجها إياه إلى مريديه (الفقراء)، يحفظونه ويستعينون به في دينهم"11، وغيرها من الترجمات التفسيرية الأخرى.
- 12 Muhammad Hamidullah (1963), Le Saint Coran, Editeur Hadj mohamed Noureddine Ben Mahmoud, Club Franç (...)
8قد تكون ترجمة القرآن إلى اللغة الأمازيغية، من بين أولى الترجمات التي تمت في التاريخ. فحسب ما أشار إليه لويس ماسينيون (Louis Massignon) في تقديمه لترجمة محمد حميد الله للقرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية، فإنه "في إحدى محاضراته بالقاهرة، حول الجغرافية العربية، تحدَّث السيد غيدي (Guidi) عن ترجمة أمازيغية للقرآن، تَمَّت في السنة 127 للهجرة، إلا أنه لم يصلنا منها شيء مُفصَّل"12.
- 13 Basset, Herni (1920), Essai sur la littérature des Berbères, Ancienne Maison Bastide – Jourdan, Édi (...)
9عرف التاريخ الأمازيغي ظهور "قرآن" باللغة الأمازيغية، غير أن الأمر هنا لا يتعلق بترجمة للقرآن، بقدر ما يتعلق بالتأليف وإعادة الكتابة، فقد "خرج نبي من قبيلة بورغواطة سنة 127 للهجرة، وكان يعيش في الساحل الأطلسي، في منطقة جنوب سلا، وأسّس ديانته، كما فعل الرسول بمكة. واقتداء بنبي الإسلام، ألّف قرآنا، إلا أن قرآنه هذا، كتاب مقدس مستوحى باللغة الأمازيغية"13.
- 14 الحجوي، محمد بن الحسن (1933)، ترجمة القرآن العظيم، مجلة المغرب، ع.13، ص.4.
10والأكيد في هذا الموضوع، أن عملية الترجمة إلى اللغة الأمازيغية لم تكن وليدة اليوم، بل هي تقليد شفوي قديم في المدارس الدينية بالمغرب، وهو إحدى أهم أساليب تَلقّي القرآن الكريم عند الأمازيغ، فها هو الفقيه المغربي محمد بن الحسن الحجوي، يستند إلى ذلك لتبرير جواز ترجمة القرآن الكريم، إذ يقول: "تلقّيت بعض الطّلبة الذين يعلّمون القرآن للبربر ببلادنا، فحُكِي لي أنّهم يترجمون معناه أوّلا لمن يريد أن يحفظه، حتّى إذا فهم معناه بقدر الإمكان عند ذلك يسهل عليه حفظه، وإلا فلا. قال: وهكذا هو عملهم منذ أزمان، وعليه وجدوا من قبلهم. فقولُنا بجواز ترجمة القرآن ليس اختراع حُكم لمسألة لم تكن وقعت، نريد حدوثَ وقوعها، بل هو حُكْم مسألة واقعة ثابتة منذ أزمان"14.
- 15 السوسي، محمد المختار (2014)، المعسول في الإلغيين وأساتذتهم وتلامذتهم وأصدقائهم السوسيين، المجلد 5، (...)
- 16 شفيق، محمد (1995)، لماذا قيل كل مترجم خذول، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة "الندوات" التر (...)
11وفي إطار اهتمام الأمازيغ بنقل أمهات النصوص العربية وتفسيرها، وجَّه الفقيه امحمد بن محمد بن عبد الله السملالي (ت 1122)، رسالة إلى العلاَّمة الحسن بن مسعود اليوسي حول تفسير القرآن بالأمازيغية، فأجابه: "أما تفسير القرآن باللغة البربرية فلا بأس مع وجود شرطين: أحدهما تحري الصدق والتحصن بجنة لا أدري، والثاني التبحر وحصول المعرفة التامة بالمراد، مع معرفة موضوعات الألفاظ العربية القرآنية، وتحقيق حقيقتها ومجازها وتصريحها وكنايتها، وغير ذلك.. مع معرفة تطبيق ذلك على الألفاظ العجمية التي يقع التفسير بها لئلا يقع الخطأ في إيراد لفظ مكان لفظ لا يرادفه، وذلك محتاج إلى معرفة تامة، وفطنة قوية وهو أمر صعب، ومن صعوبته يوجد فحول المفسرين، يتبع بعضهم بعضا في كثير من العبارات والأحوط مع ذلك أن يسرد تفسيرا من التفاسير السهلة، ثم تفسير ألفاظ المفسر لا ألفاظ القرآن"15. ولذلك أيضا يقول عميد الثقافة الأمازيغية الأستاذ محمد شفيق: "إن ترجمة النصوص الدينية وترجمة الكتب المنزلة بالأحرى تتطلب تطلعا كبيرا من المعارف اللغوية، الصرفية والنحوية والمعجمية وتتطلب تمكنا قويا من دقائق المعاني وخلفياتها"16.
- 17 هناك ترجمة للمرحوم بوستة محند أمزيان من الجزائر، وهي غير كاملة، وتناولت أجزاء أو آيات متفرقة، حسبما (...)
- 18 يُنظَر لعضمات، محمد (2018)، إمعان النظر في ترجمة أسماء السور: دراسة حول ترجمة معاني القرآن الكريم ب (...)
- 19 يُنظَر لعضمات، محمد (2017)، دراسة في التقديم والتأخير: نموذج ترجمة معاني القرآن الكريم بالأمازيغية (...)
- 20 يُنظَر لعضمات، محمد (2015)، الربح والضياع في ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الأمازيغية: ترجمة جها (...)
- 21 يُنظَر لعضمات، محمد (2018)، المشترَك اللفظي في ثلاث ترجمات لمعاني القرآن الكريم باللغة الأمازيغية: (...)
- 22 يُنظَر لعضمات، محمد (2018)، نموذج من أساليب التوكيد في القرآن الكريم: ترجمة ضمير الفصل إلى اللغة ال (...)
12سَنُقَدِّم في هذه المقالة أربع ترجمات مختلفة لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة الأمازيغية17، وهي الترجمات الكاملة لكل من الحسين جهادي، ورمضان آيت منصور، وحاج مْحْنْد مْحْنْد طَيِّب، وترجمة جزئية لِكَمال نايت زْرّاد. وبقدر ما يركّز هذا العمل على تقديم هذه الترجمات واستعراض معالمها الأساسية، فقد قمنا في دراسات سابقة، بالتركيز على بعض المحاذير والقضايا التفصيلية في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى الأمازيغية، سواء بالاشتغال على ترجمة واحدة، مثل مسألة ترجمة أسماء السور18، وبلاغة التقديم والتأخير19، وحدود الربح والخسارة في ترجمة معاني القرآن الكريم20، أو من خلال دراسات تحليلية مقارنة، مثل قضية المشترك اللفظي في القرآن الكريم21، وترجمة ضمير الفصل باعتباره شكلا من أشكال التوكيد في القرآن الكريم22.
- 23 جهادي الحسين الباعمراني، من مواليد 1942 بالدار البيضاء، حافظ للقرآن الكريم، ومجاز في التاريخ. اشتغل (...)
- 24 رغم حديث المصادر التاريخية عن ترجمات سابقة، إلا أنه لم يصلنا منها إلا ما ورد مترجَما إلى العربية في (...)
- 25 المدلاوي المنبهي، محمد (2012)، "رفع الحجاب عن مغمور الثقافة والآداب؛ مع صياغة لعروضي الأمازيغية وال (...)
- 26 نفسه.
- 27 الراضي، اليزيد، ملاحظات على ترجمة معاني القران الكريم إلى اللغة الأمازيغية للحسن جهادي. https://ely (...)
13صدرت هذه الترجمة سنة 2003، عن مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء، وهي أول ترجمة كاملة للقرآن الكريم إلى اللغة الأمازيغية بالمغرب24، وصدورها "يشكّل بالفعل محطة سوسيو-ثقافية من ذوات العيار التاريخي الثقيل في فضاء الثقافة المغربية"25، وهو كذلك "لبنة ركينة في صرح الثقافة المغربية المعاصرة"26، هذه "اللبنة الجديدة، التي أضافها إلى صرح ثقافتنا المغربية والعربية، وسد بها فراغا غير مبرر في مكتبنا وتراثنا"27. وتزامن صدور هذه الترجمة مع إصدار مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف لترجمة سورة الفاتحة والأجزاء الثلاثة الأخيرة (قد سمع وتبارك وعم) إلى الأمازيغية في السنة نفسها، لصاحبها السيد حاج محند محند طيب.
14يبلغ عدد صفحات الترجمة 427 صفحة، مقاس (17×24)، وتحتوي على مقدمة المترجِم في ثلاث صفحات، وصفحة سمَّاها "تنبيه"، وَضَع فيها سبع ملاحظات وإضاءات منهجية حول الترجمة، وورد النص المترجَم بعدها خاليا من الحواشي، ثم تلاه فهرس السور.
15كُتبت هذه الترجمة بالخط العربي، واقتصر المؤلف في هذا الكتاب، على نشر نص الترجمة الأمازيغية دون النص القرآني، خلافا لأغلب ترجمات القرآن الكريم، التي يرد فيها النص القرآني في صفحة، وترد الترجمة في الصفحة المقابلة، آية بآية، لتيسير الرجوع إلى النص القرآني في صيغته الأصلية، قصد تسهيل عملية الفهم، غير أن المترجم استدرك هذا الأمر نسبيا، باعتماده الترقيم الترتيبي نفسه للآيات في المصحف، مما تتأتى معه إمكانية الرجوع إلى النص القرآني من خلال الرقم الترتيبي لكل آية. واعتمد المترجم في هذا الكتاب روايةَ ورش عن نافع، وهي الرواية المعتمَدة بالمغرب.
- 28 حميد الله، محمد (1986)، فهم القرآن لمن لا ينطق بلغة الضاد، بحث مقدم في الندوة العالمية حول ترجمة مع (...)
- 29 الزرقاني، محمد عبد العظيم (د.ت)، مناهل العرفان في علوم القرآن، ط.3، مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاؤ (...)
16استعمل الأستاذ الحسين جهادي الباعمراني في عنوان ترجمته لفظ "معاني"، على غرار ما فعله الشيخ سي حاج محند محند طيب. وفي هذا الموضوع يقول محمد حميد الله: "هناك مؤلفون من أهل عصرنا يمنعون استعمال كلمة الترجمة للقرآن، ولا أرى لماذا؟ لأن السلف من مشارق الأرض ومغاربها استعملوا هذا المصطلح بدون نَكِيرٍ منذ أقدم العصور الإسلامية، والترجمة معناها نقل معاني كلام من لغة إلى أخرى، والذي يقترح مصطلح "ترجمة معاني" تكرار بدون حاجة"28، غير أن أغلب الترجمات تَرِد بهذا الاسم، غالبًا حتى لا يُظَنَّ بأنها قرآن، وتنبيها للقارئ إلى أن الأمر يتعلق فقط بترجمة "للمعاني"، وأن هذه الترجمة ليست بديلا عن القرآن الكريم، وهي بذلك لا تَحُلُّ مَحَلَّه، ذلك أن "جَرَيَانَ عملِ الناس جميعًا في الترجمات على هذا الاعتبار، فهُم يُحِلّونها محل أصولها إذا شاؤوا، ويستغنون بها عن تلك الأصول، بل قد ينسَوْن هذه الأصول جملة ويغيب عنهم أن الترجمات ترجمات، فيَحذفون لفظ ترجمة من الاسم ويُطْلِقون عليها اسم الأصل نفسه، كأنما الترجمةُ أصلٌ أو كأنه لا أصلَ هناك ولا فرع"29.
17ورغم أن المترجم أشار إلى أن هذه الترجمة أُنجِزت "باللغة الأمازيغية"، إلا أنه لم يُشِر إلى انتماء هذه الترجمة إلى أي من الفروع اللغوية الأمازيغية بالمغرب، على غرار الترجمات الأمازيغية الأخرى التي سنأتي على ذكرها.
- 30 سورة النور، الآية 35.
- 31 تم اعتماد حرف تيفيناغ كنظام لكتابة اللغة الأمازيغية في 10 فبراير 2003، بعد التوصية التي قدمها مجلس (...)
- 32 جهادي الحسين الباعمراني، صاحب ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الأمازيغية يتحدث عن قصة مؤلَّفه، حوا (...)
18اختار جهادي، على غير عادة المترجمين، عنوانا فرعيا لترجمته، هو "نور على نور"، اقتبسه على الأرجح من قوله تعالى: ﴿نورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ﴾30، ثم وردت تحته مباشـرة، ترجمة هذا العنوان الفرعي إلى اللغة الأمازيغية، مكتوبةً بخط تيفينـاغ [ⵜⵉⴼⴰⵡⵜⴼⵜⵉⴼⴰⵡⵜ]، ولعل جهادي أراد جعل هذه الكتابة بهذا الحرف، بمثابة هوية بصرية مميِّزة لهذه الترجمة، ولربما هي أيضا صدى لاعتماد حرف تيفيناغ كنظام لكتابة اللغة الأمازيغية بشكل رسمي بالمغرب31، أما بقية النص المترجَم، فقد كُتِب كلُّه بالحرف العربي، واستعمَل المترجِم هذا الحرف على حد قوله، "لَعَلَّه يصل إلى غالبية أبناء الشعب الذين يكتبون بالحرف العربي"32.
19لم يذكُر المترجم في كتابه أي مرجع بالاسم، لكنه تحدث بالمقابل، وبشكل عام، عن استفادته من ترجمات سابقة لمعاني القرآن الكريم إلى بعض اللغات، كما استعان بالمشهور من التفاسير؛ حسب رواية ورش؛ وأمهات المراجع والمصادر في اللغة العربية، دون تحديد أسمائها، هذا بالإضافة إلى الاعتماد على أقوال الصحابة والراسخين في العلم وما أخذه عن شيوخه، وذلك على وجه العموم ودون تفصيل.
- 33 جهادي، الحسين الباعمراني، ترجمات معاني القرآن باللغة الأمازيغية، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضا (...)
- 34 جهادي، الحسين الباعمراني، المرجع السابق، ص.3.
20قام الحسين جهادي بترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الأمازيغية، أُسْوَة بمن سبقوه من الأمازيغ الذين نقلوا أمهات الكتب الفقهية وغيرها إلى اللغة الأمازيغية، فَوَصَل الماضي بالحاضر، من خلال إحيائه لهذا التقليد الأصيل. وقد طرَح جهادي سؤال الغاية من هذه الترجمة في مقدمة كتابه، واعتبر أن القرآن الكريم يخاطب الناس كافة، "ومن حَقِّ كل شخص بل من الواجب عليه، أن يقرأ ما تيسّر من القرآن ويفهمه، ومن المفيد للإسلام أن يُترجَم ويبلَّغ للعالم أجمع"33. فوظيفة هذه الترجمة إذن تبليغية، ومن شأنها "أن تساعد (...) على فهم مباشر لمن لا يعرف سوى الأمازيغية. وقد تفيد من لم يتخصّص في العلوم الدينية. وكذلك من توقَّف عن الدراسة مبكرا، أما من تعمَّق في علوم القرآن، فقد يستعين بهذا العمل عند الحاجة. والهدف إذن، هو المساهمة في تيسير فهم معاني القرآن قدر الاستطاعة"34. ولعل تقاليد التلقي السماعي عند الأمازيغ، تسير في هذا الاتجاه، إذ من الممكن أن تكون هذه الترجمة وسيلة لتقريب النص القرآني إلى الناس في الفضاءات الدينية والعلمية. ولكي تتحقق استفادة الأمازيغ الذين لا يعرفون القراءة والكتابة من هذه الترجمة، كان من الأفيد أن تُرفَق بقُرْص مُدْمَج يحوي تسجيلا صوتيا لها، حتى يتمكّن من لا يُتقِن سوى الأمازيغية ولا يستطيع قراءة الترجمة بالحرف العربي أو غيره، من سماع الترجمة وفهم معانيها، على غرار ما فعله رمضان آث منصور في ترجمته للقرآن الكريم إلى اللغة الأمازيغية، حينما خصّ ترجمته المكتوبة هذه بقرص مُدْمَج، لمن يوَدّ الاستماع إليها مقروءة.
- 35 وُلِد في 02 يونيو 1934، بمنطقة القبائل شرق الجزائر العاصمة، وهو من شيوخ زواوة، حافظ للقرآن الكريم، (...)
- 36 سبق لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف أن نشر سورة الفاتحة والأجزاء الثلاثة الأخيرة (قد سمع وتبار (...)
21صدرت هذه الترجمة سنة 201336، عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة. وهي أيضا ترجمة كاملة لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة الأمازيغية، وباللهجة القبائلية بالجزائر، وقد تَبنّتْها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية.
22يبلغ عدد صفحات الترجمة 1126 صفحة، مقاس (15×22)، وتحتوي على مقدمة من صفحتين باللغة العربية، بقلم الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، المشرف العام على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، تلتها ترجمة هذه المقدمة نفسها إلى الأمازيغية في صفحتين أيضا، ثم مقدمة المترجم باللغة العربية، تحدث فيها عن مسيرة هذه الترجمة قبل الطبع، ومراحل التصحيح والتمحيص، وهي أيضا في صفحتين، تَلَتْها كلمة للمترجم، تحدث فيها عن سيرته، وقيمة هذه الترجمة، وكيفية إنجازِها. وخَصَّص المترجِم أيضا صفحتين للحديث حول خطة العمل المتَّبَعة في هذه الترجمة. وبعد ذلك يرِد النص القرآني في الصفحة اليمنى، وتَرِد الترجمة مقابلةً له في الصفحة اليسرى، مشفوعةً عند الضرورة ببعض التوضيحات في أسفل الصفحة، ثم تلاه فهرس أسماء السور وبيان المكّي والمدني منها.
23كُتِب عنوان الترجمة باللغتين معا، الأول باللغة العربية، وهو "القرآن الكريم وترجمة معانيه إلى اللغة الأمازيغية (اللهجة القبائلية)، وعنوانٌ آخر في صفحة الغلاف الثانية بالأمازيغية، وهو "لُقْران العظيم ذُتَرْجَمْ الَّمْعَايْنِيسْ غاللّغة اتْمَازيغث {اَسْتُقْپايْليثْ}، وكُتِبَت هذه الترجمة بالحرف العربي.
24التزم المترجِم ضمن خطة العمل التي اتبعها في الترجمة، اعتماد رواية ورش عن نافع، وهي الرواية المنتشرة في الجزائر، كما التزم حسب قوله بعدم إغفال أية كلمة من المتن القرآني دون أن يُدرج معناها في الترجمة، مع ضرورة اعتماد رأي مفسر ما في كل آية تترجَم، والإبقاء على الكلمات الأمازيغية المقترَضة من العربية متى كانت مفهومة، إضافة إلى الالتزام بحدود الترجمة وعدم التوسع فيها حتى لا تتحول إلى تفسير. أما فيما يخص الدلالة، فقد اعتمد المترجِم، حسب قوله، الترجمةَ بالمعنى عند تعذر الترجمة بالكلمة المفردة، كما أفرَغَ وُسعَه في اعتماد الكلمات الشائعة والمشترَكة تعميما للفائدة.
- 37 ولد سنة 1937 بتيز هيبل بتيزي وزو ودرس فيها، كما درس بباريس، وحصل على الدكتوراه في العلوم، وهو باحث (...)
- 38 Kamel Chachoua, Radiographie de trois traductions du Coran en kabyle, Revue des Mondes Musulmans et (...)
25صدرت هذه الترجمة سنة 2006، عن دار النشر زرياب بالجزائر، بدعم من وزارة الثقافة الجزائرية38. وهي أيضا ترجمة كاملة لمعاني القرآن الكريم باللغة الأمازيغية. ويبلغ عدد صفحاتها 491 صفحة، مقاس (15.5×23) وتحتوي على مقدمة المترجم في صفحة واحدة باللغة الفرنسية، تلاها فهرس أسماء السور مكتوبةً بالحرف اللاتيني إلى جانب حرف تيفيناغ في أربع صفحات، وفي هذا الإطار يعتبِر المترجِم أن حرف تيفيناغ هو النظام الأصلي الخاص بكتابة الأمازيغية، وأن استعمال الحرف اللاتيني مجرد مرحلة انتقالية. وبعد فهرس أسماء السور، ترد ترجمة معاني النص القرآني إلى الأمازيغية بالحرف اللاتيني أولا في الصفحة اليسرى، وبحرف تيفيناغ بعده في الصفحة اليمنى المقابِلة، وذُيِّلَت الترجمة برسالة شكر من وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يُثْني فيها على جهود المترجم.
26تتميز هذه الترجمة بتوفرها على قرص مضغوط، يحتوي على ملفات صوتية، لمن يود الاستماع إليها مقروءة بالأمازيغية، ممن لا يتقن القراءة، أو الذين يفضلون السماع على القراءة.
27استعمل المترجم المعجم الأمازيغي لمنطقة القبائل بالجزائر، ويَفترض في ترجمته حسب قوله، أن تُفهَم لدى عموم الأمازيغ بمنطقة القبائل والمناطق الأمازيغية القريبة منها39، واعتمد على معجم «Dallet» في تحديد دلالة الألفاظ وكذا إملائيتها.
- 40 وُلِد سنة 1950 بمنطقة القبائل بالجزائر، وهو حاصل على دكتوراه في الإلكترونيات الدقيقة بالمعهد الوطني (...)
- 41 نشرها مركز الدراسات الحامية السامية بميلانو الإيطالية، سنة 1998.
- 42 شملت هذه الترجمة الجزئية سورة الفاتحة إضافة إلى سورة الملك والناس وما بينهما من السور.
28هي ترجمة جزئية لنص القرآن الكريم، وهي جزء تطبيقي ضمن أطروحة الدكتوراه، تحت عنوان "محاولة في ترجمة جزئية للقرآن بالأمازيغية (معجم المفردات الدينية والتوليد)"، والتي أنجزها الباحث كمال نايت زرّاد، بالمعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية بباريس سنة 199641، تحت إشراف الأستاذ سالم شاكر، وشملت هذه الترجمة 49 سورة من السور القصار42، مكتوبة بالحرف اللاتيني.
- 43 Nait-Zerrad, Kamal, Essai de Traduction Partielle du Coran en Berbère (Vocabulaire Religieux et Néo (...)
- 44 آيت بلقاسم، أفولاي، ترجمة القرآن إلى الامازيغية: تقديم لمحاولة كمال نايت زراد، مجلة تيفاوت، ع.5، 19 (...)
- 45 Naït-Zerrad, Kamal, Lexique religieux berbère et néologie : un essai de traduction partielle du Cor (...)
- 46 بلولي، فرحات، ترجمة النص المكتوب من اللغة الأمازيغية إلى العربية، أعمال الملتقى الدولي الثاني حول ا (...)
29وتندرج ترجمة كمال نايت زراد في إطار معرفة أوسع باللغة الأمازيغية بمختلف فروعها اللغوية، وفي مجالها الجغرافي الكبير، قصد "النهوض بهذه اللغة وانتقالها من الشفاهة إلى الكتابة"43، كما تندرج أيضا "في إطار اهتمامه بتاريخ الأديان في أهميتها بالنسبة للغة الأمازيغية في حيثيات انتقالها إلى فضاء الكتابة، فبواسطتها يمكن إدماج قاموس أمازيغي جامع (lexiquepan-berbère)، وتسهيل عملية تداوله بين المجموعات اللسانية الأمازيغية لما للقرآن من حضور يومي في نشاطها الثقافي"44، لاسيما وأن المعجم الديني الأمازيغي المبني أساسا على الاقتراض من العربية، لم يكن متجانسا ومتماثلا بين كل الفروع اللغوية الأمازيغية45، أضف إلى ذلك "أن الترجمة بين الأمازيغية والعربية قد تتميز ببعض الصعوبات المرتبطة بطبيعة اللغة الأمازيغية باعتبارها حديثة العهد بالكتابة"46.
- 47 Nait-Zerrad, Kamal, Essai de Traduction Partielle du Coran en Berbère (Vocabulaire Religieux et Néo (...)
30ورغبةً منه في تجاوز مسألة الاقتراض المكثَّف من العربية في مجال المعجمية الدينية الأمازيغية، اشتغل المترجِم على ثلاث واجهات أساسية، بدأها بالوصف الدقيق للغة، لاستنباط قواعدها في مجال التوليد المعجمي، خصوصا ما يتعلق بالاشتقاقات والمركَّبات والتقابلات الفونيمية بين اللهجات وداخل اللهجة نفسها، تلته دراسة معمقة لبنية اللغة وبشكل خاص تنظيم الملفوظ الأمازيغي، ثم أخيرا اقتراح نظام متكامل للكتابة والتدوين، يراعي كل الفروع اللغوية القبائلية وباقي الفروع اللغوية الأمازيغية الأخرى47، وذلك انطلاقا من تصوره للغة الأمازيغية، حيث يرتكز على الفرع اللغوي لأمازيغية منطقة القبائل بالجزائر، مع السعي نحو استشراف أمازيغية مشتركة من خلال عملية توليد المفردات الجديدة من جذور الفروع اللغوية المختلفة، كالمزابية والشاوية والقبائلية والطارقية والشلحة وغيرها.
31وإن كان الغرض من هذا العمل، هو التعريف على نحو مجمَلٍ بالمجهود الذي بُذِل في مجال ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الأمازيغية، فإننا نُرجِع الاختلافات القائمة بين هذه الترجمات إلى اختلاف سياقات إنجازها، واختلاف استراتيجيات الترجمة من مترجِم لآخر، سواء فيما يتعلق بالحرف كأداة للكتابة، أو ما له علاقة بطرق التفاوض مع النص الأصلي لاستضافته في اللغة الأمازيغية، أو حتى ما له علاقة أيضا بوظائف النص المترجَم، وما يترتب عن ذلك من اعتماد لمنهج التوطين الذي يعطي الأولوية لنص الوصول، أو منهج التغريب الذي يَهُمُّه كثيراً الوفاءُ للنص الأصلي ولو كان ذلك على حساب النص الأصلي.
32لابد إذن من ضرورة وضع "دليل لمترجمي القرآن الكريم بالأمازيغية"، يتم فيه تقعيد الأسس النظرية والمناهج التطبيقية أثناء عملية الترجمة، كما هو الحال بالنسبة لدليل مترجمي الإنجيل، ويكون هذا الدليل مرجعا مهما بالنسبة لمترجم القرآن الكريم إلى اللغة الأمازيغية، وينطبق الحال على باقي اللغات أيضا، ولابد أن يصاحبه أيضا مجهود كبير على مستوى إعداد تفاسير أمازيغية مبسَّطة ومركّزَة للقرآن الكريم، وتكون موجَّهة للمترجمين، بالإضافة إلى إعداد معجم ثنائي اللغة، عربي أمازيغي، متخصص في المعجم الديني، يتم فيه حصر مجموع الألفاظ القرآنية، وتفسيرها ووضع المقابل الأمازيغي لها.
33هذا فضلا عن إنشاء قاعدة بيانات حول ترجمة القرآن الكريم بالأمازيغية، والعمل على تطوير برامج الترجمة المسعفة بالحاسوب، وتزويدها؛ انطلاقا من قاعدة البيانات؛ بمختلف المراجع والمعينات التي من شأنها أن تُيَسِّر عملَ المترجمين إلى هذه اللغة. وأخيرا لابد لعمل من هذا الحجم، أن ينخرط فيه المترجمون والخبراء والمهتمون تحت إشراف مؤسسات تعنى بترجمة القرآن الكريم إلى الأمازيغية، بحيث يكون الإشراف على مشاريع ترجمة القرآن جماعيا، ويساهم فيه متخصصون في العلوم الشرعية، بما فيها علوم القرآن، بالإضافة إلى متخصصين في اللغة العربية واللغة الأمازيغية.
Haut de page
Bibliographie
القرآن كريم
أولا: المراجع باللغة العربية
آيت بلقاسم، أفولاي (1995)، ترجمة القرآن إلى الامازيغية: تقديم لمحاولة كمال نايت زراد، مجلة تيفاوت، ع.5.
البكري، أبو عبيد (2003)، المسالك والممالك، تحقيق جمال طلبة، دار الكتب العلمية، بيروت، ط.1، ج.2.
بلولي، فرحات، ترجمة النص المكتوب من اللغة الأمازيغية إلى العربية، أعمال الملتقى الدولي الثاني حول اللغة الأمازيغية من التقليد الشفوي إلى حقل الإبداع والتأليف (مسار ورهانات)، 17-18 أبريل 2013، قسم اللغة والثقافة الأمازيغية، جامعة أكلي محند أولحاج بالبويرة.
الثعالبي عبد العزيز (1990)، تاريخ شمال افريقيا من الفتح الإسلامي إلى نهاية الدولة الأغلبية، تحقيق أحمد بن ميلاد ومحمد إدريس، ط.2، دار الغرب الإسلامي، بيروت.
جهادي، الحسين (2003)، ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الأمازيغية، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء.
الحجوي، محمد بن الحسن (1933)، ترجمة القرآن العظيم، مجلة المغرب، ع.13.
حميد الله، محمد (1986)، فهم القرآن لمن لا ينطق بلغة الضاد، بحث مقدم في الندوة العالمية حول ترجمة معاني القرآن الكريم، إسطنبول.
الزرقاني، محمد عبد العظيم (د.ت)، مناهل العرفان في علوم القرآن، ط.3، مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاؤه، ج.2.
السوسي، محمد المختار (2014)، المعسول في الإلغيين وأساتذتهم وتلامذتهم وأصدقائهم السوسيين، المجلد 5، دار الكتب العلمية، بيروت.
شفيق، محمد (1995)، لماذا قيل كل مترجم خذول، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة "الندوات" الترجمة العلمية، ندوة لجنة اللغة العربية لأكاديمية المملكة المغربية، طنجة 11-12 دجنبر.
المدلاوي المنبهي، محمد (2012)، رفع الحجاب عن مغمور الثقافة والآداب؛ مع صياغة لعروضي الأمازيغية والملحون، جامعة محمد الخامس، منشورات المعهد الجامعي للبحث العلمي، الرباط، مطبعة كوثر برانت.
مونان، جورج (1994)، المسائل النظریة في الترجمة، ترجمة لطیف زینون، دار المنتخب العربي، بيروت، الطبعة الأولى.
الناصري، أحمد بن خالد أبو العباس (2014)، الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، تحقيق محمد السيد عثمان، دار الكتب العلمية، بيروت.
نيومارك، بيتر (2002)، اتجاهات في الترجمة، ترجمة محمد إسماعيل صيني، جامعة الملك سعود، دار المريخ للنشر.
ثانيا: المراجع الأجنبية
Basset, Herni (1920), Essai sur la littérature des Berbères, Ancienne Maison Bastide – Jourdan, Éditeur J. Carbonel, Alger.
Kamel Chachoua, Radiographie de trois traductions du Coran en kabyle, Revue des Mondes Musulmans et de la Méditerranée, Université de Provence, 2010, Féminismes islamiques, 128, pp.231-245.
NAIT-ZERRAD, Kamal, Essai de Traduction Partielle du Coran en Berbère (Vocabulaire Religieux et Néologie), Thèse de Doctorat, Institut National des Langues et Civilisations Orientales, Paris, sous la direction de Salem CHAKER, Mai 1996.
Naït-Zerrad, Kamal, Lexique religieux berbère et néologie : un essai de traduction partielle du Coran, Milano: Centro studi camito-semitici: Associazione culturale berbera in Italia, 1998.
Van Hoof, Henri (1991), Histoire de la traduction en occident, Editions Duculot, Paris.
Sun, Min (2010), la traduction de la littérature québécoise en chine - état des lieux et perspectives, thèse présentée à la Faculté des Etudes Supérieures de l'Université Laval, Département de Langues, Linguistique et Traduction, Faculté des Lettres Université Laval Québec.
ثالثا: المواقع الإلكترونية
الراضي، اليزيد، ملاحظات على ترجمة معاني القران الكريم إلى اللغة الأمازيغية للحسن جهادي:
https://elyaziderradi.blogspot.com/2009/10/blog-post_08.html
Muhammad Hamidullah (1963), Le Saint Coran, Editeur Hadj mohamed Noureddine Ben Mahmoud, Club Français du Livre.
http://www.lenoblecoran.fr/wp-content/uploads/Le-Saint-Coran-Traduction-de-M.-Hamidullah-Version-originale-Fr-1959.pdf
http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=16907&r=0
Haut de page
Notes
مونان، جورج (1994)، المسائل النظریة في الترجمة، ترجمة لطیف زینون، دار المنتخب العربي، بيروت، الطبعة الأولى، ص.12.
السنسكريتية لغة قديمة في الهند، وهي لغة خاصة بالطقوس الهندوسية والبوذية والجاينية، توجد في الهند وجنوب شرق آسيا، وهي إحدى اللغات الرسمية للهند.
Sun, Min (2010), La traduction de la littérature québécoise en Chine - état des lieux et perspectives, thèse présentée à la Faculté des Etudes Supérieures de l'Université Laval, Département de Langues, Linguistique et Traduction, Faculté des Lettres Université Laval Québec, p.6.
www.theses.ulaval.ca/2010/27418/27418.pdf (Page consultée le 04-06-2020)
نيومارك، بيتر (2002)، اتجاهات في الترجمة، ترجمة محمد إسماعيل صيني، جامعة الملك سعود، دارالمريخ للنشر، ص.13.
Van Hoof, Henri (1991), Histoire de la traduction en occident, Editions Duculot, Paris, p.13.
ذكره الناصري في الاستقصا، حيث قال "وفي هَذَا التَّارِيخ كَانَ ظُهُور صَالح بن طريف البرغواطي الَّذِي ادّعى النُّبُوَّة بتامسنا من بِلَاد الْمغرب الْأَقْصَى على سَاحل الْبَحْر الْمُحِيط فِيمَا بَين سلا وآسفي، وبرغواطة بطن من المصامدة على مَا حَقَّقَهُ ابْن خلدون، وَكَانَ أَبوهُ طريف يكنى أَبَا صبيح، وَكَانَ من قواد ميسرَة الخفير الْقَائِم بدعوة الصفرية، وَلما انقرض أَمر ميسرَة بَقِي طريف قَائِما بِأَمْر برغواطة بتامسنا، وَيُقَال إِنَّه تنبأ أَيْضا وَشرع لَهُم الشَّرَائِع، ثمَّ هلك وَولى مَكَانَهُ ابْنه صَالح هَذَا، وَقد كَانَ شهد مَعَ أَبِيه حروب ميسرَة. قَالَ ابْن خلدون وَكَانَ من أهل الْعلم وَالْخَيْر، ثمَّ انْسَلَخَ من آيَات الله، وَانْتَحَلَ دَعْوَى النُّبُوَّة، وَشرع لَهُم الدّيانَة الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا من بعده، وَهِي مَعْرُوفَة فِي كتب المؤرخين.
الناصري، أحمد بن خالد أبو العباس (2014)، الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، تحقيق محمد السيد عثمان، دار الكتب العلمية، بيروت، ج.1، ص.97.
البكري، أبو عبيد (2003)، المسالك والممالك، تحقيق جمال طلبة، دار الكتب العلمية، بيروت، ط.1، ج.2، ص.324.
الثعالبي عبد العزيز (1990)، تاريخ شمال افريقيا من الفتح الإسلامي إلى نهاية الدولة الأغلبية، تحقيق أحمد بن ميلاد ومحمد إدريس، ط.2، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ص.ص.151-152.
منظومة شعرية في الفقه تتألف من عشرة آلاف بيت، من تأليف محمد بن محمد بن أحمد بن عبد القادر بن محمد المصري المالكي، المتوفى سنة 1232ھـ/ 1816م.
السوسي، المختار، المعسول، جزء 19، ص.14، وأيضا رجالات العلم العربي في سوس، ص.187.
Muhammad Hamidullah (1963), Le Saint Coran, Editeur Hadj mohamed Noureddine Ben Mahmoud, Club Français du Livre, p.p.37-38.
http://www.lenoblecoran.fr/wp-content/uploads/Le-Saint-Coran-Traduction-de-M.-Hamidullah-Version-originale-Fr-1959.pdf(Page consultée le 07-06-2020).
Basset, Herni (1920), Essai sur la littérature des Berbères, Ancienne Maison Bastide – Jourdan, Éditeur J. Carbonel, Alger, P.62.
الحجوي، محمد بن الحسن (1933)، ترجمة القرآن العظيم، مجلة المغرب، ع.13، ص.4.
السوسي، محمد المختار (2014)، المعسول في الإلغيين وأساتذتهم وتلامذتهم وأصدقائهم السوسيين، المجلد 5، دار الكتب العلمية، بيروت، ص.ص.59-60.
شفيق، محمد (1995)، لماذا قيل كل مترجم خذول، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة "الندوات" الترجمة العلمية، ندوة لجنة اللغة العربية لأكاديمية المملكة المغربية، طنجة 11-12 دجنبر 1995، ص.25.
هناك ترجمة للمرحوم بوستة محند أمزيان من الجزائر، وهي غير كاملة، وتناولت أجزاء أو آيات متفرقة، حسبما ذكر الشيخ طيب محند في مقالة له تحت عنوان "ترجمات في الميزان وحيرة بين البوح والكتمان"، لكنه لم يقف على هذه الترجمة. وهناك أيضا ترجمة جزئية أنجزتها لجنة مشتركة بين المحافظة السامية للأمازيغية ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالجزائر، شملت سورة الفاتحة وحزب سبّح باسم ربك الأعلى، على شكل قرص مضغوط ونص مكتوب بالحرف اللاتيني.
يُنظَر لعضمات، محمد (2018)، إمعان النظر في ترجمة أسماء السور: دراسة حول ترجمة معاني القرآن الكريم بالأمازيغية، مجلة الدراسات الأمازيغية، العدد 2، مختبر الدراسات والأبحاث في الثقافة واللغة الأمازيغية، جامعة ابن زهر، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، أكادیر، ص.ص.7-28.
يُنظَر لعضمات، محمد (2017)، دراسة في التقديم والتأخير: نموذج ترجمة معاني القرآن الكريم بالأمازيغية لجهادي الحسين الباعمراني، ضمن كتاب أعمال الملتقى الدولي الذي نظمته جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة بالجزائر، بتاريخ 16-17 أبريل 2017، حول "جهود ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الأمازيغية: الواقع والافاق"، منشورات المجلس الأعلى للغة العربية، ص.ص.145-176.
يُنظَر لعضمات، محمد (2015)، الربح والضياع في ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الأمازيغية: ترجمة جهادي الحسين نموذجا، أبحاث في الأمازيغية، أعمال الأيام الدراسية المنظمة يومي 30و31 ماي 2013 برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، ص.ص. 29-46.
يُنظَر لعضمات، محمد (2018)، المشترَك اللفظي في ثلاث ترجمات لمعاني القرآن الكريم باللغة الأمازيغية: لفظ الفتنة نموذجا، ضمن كتاب أعمال المؤتمر الدولي الخامس في ترجمة معاني القرآن الكريم، في موضوع: "المرجعيات اليهودية والمسيحية في ترجمات معاني القرآن الكريم"، والذي نظمه مختبر الترجمة وتكامل المعارف، كلية الآداب والعلوم الانسانية بمراكش، 20 - 21 فبراير 2018، عالم الكتب الحديث، الأردن، ص.ص.173-182.
يُنظَر لعضمات، محمد (2018)، نموذج من أساليب التوكيد في القرآن الكريم: ترجمة ضمير الفصل إلى اللغة الأمازيغية (دراسة تحليلية مقارنة لثلاث ترجمات)، ضمن كتاب أعمال المؤتمر الدولي السنوي الأول في موضوع: "قضايا معاصرة في الدراسات اللغوية والأدبية والجمالية: التحولات والرهانات"، والذي نظمه مركز المولى إسماعيل للدراسات والأبحاث في اللغة والآداب والفنون بمكناس، 28 - 29 مارس 2018، منشورات مقاربات للنشر والصناعات الثقافية، فاس، ص.ص.209-217.
جهادي الحسين الباعمراني، من مواليد 1942 بالدار البيضاء، حافظ للقرآن الكريم، ومجاز في التاريخ. اشتغل في التعليم ما يزيد عن الأربعين سنة. ساهم في كتابة الموسوعة المغربية "معلمة المغرب"، وأصدر سنة 1997 ديوانا شعريا أمازيغيا بعنوان "تيماتارين"، ثم صدرت له بعد ذلك مجموعة من الترجمات إلى اللغة الأمازيغية، منها كتاب "تاغاراست نـ ورقاس نـ ربي"، وهو ترجمة لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم صدر له سنة 2003 كتاب "ترجمة الحديث القدسي باللغة الأمازيغية"، كما صدر له في السنة نفسها، كتاب "ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الأمازيغية". أصدر سنة 2007 كتاب "فتح الباري في تمزيغ تجريد البخاري باللغة الأمازيغية"، وصدر له سنة 2014، كتاب بعنوان "نموذج المقاومة المغربية في دولة برغواطة الأمازيغية"، كما صدر له سنة 2016 كتاب "من ذاكرة سوس وبصمات الحاضر: نموذج آيت باعمران".
رغم حديث المصادر التاريخية عن ترجمات سابقة، إلا أنه لم يصلنا منها إلا ما ورد مترجَما إلى العربية في المقتطفات القليلة المعروفة عند الناصري والبكري والثعالبي وغيرهم.
المدلاوي المنبهي، محمد (2012)، "رفع الحجاب عن مغمور الثقافة والآداب؛ مع صياغة لعروضي الأمازيغية والملحون"، جامعة محمد الخامس، منشورات المعهد الجامعي للبحث العلمي، الرباط، مطبعة كوثر برانت، ص.174.
نفسه.
الراضي، اليزيد، ملاحظات على ترجمة معاني القران الكريم إلى اللغة الأمازيغية للحسن جهادي. https://elyaziderradi.blogspot.com/2009/10/blog-post_08.html (تاريخ الدخول: 18مارس2020)
حميد الله، محمد (1986)، فهم القرآن لمن لا ينطق بلغة الضاد، بحث مقدم في الندوة العالمية حول ترجمة معاني القرآن الكريم، إسطنبول، ص.51.
الزرقاني، محمد عبد العظيم (د.ت)، مناهل العرفان في علوم القرآن، ط.3، مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاؤه، ج.2، ص.117.
سورة النور، الآية 35.
تم اعتماد حرف تيفيناغ كنظام لكتابة اللغة الأمازيغية في 10 فبراير 2003، بعد التوصية التي قدمها مجلس إدارة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية للملك محمد السادس في هذا الشأن، وقد مر هذا الحدث قبل شهرين ونيف من صدور ترجمة معاني القرآن الكريم للأستاذ الحسين جهادي الباعمراني.
جهادي الحسين الباعمراني، صاحب ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الأمازيغية يتحدث عن قصة مؤلَّفه، حوار أجراه مصطفى عنترة مع المترجم، وهو منشور في موقع الحوار المتمدن، على الرابط التالي:
http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=16907&r=0
جهادي، الحسين الباعمراني، ترجمات معاني القرآن باللغة الأمازيغية، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 2003، ص.3.
جهادي، الحسين الباعمراني، المرجع السابق، ص.3.
وُلِد في 02 يونيو 1934، بمنطقة القبائل شرق الجزائر العاصمة، وهو من شيوخ زواوة، حافظ للقرآن الكريم، حفظ الكثير من الشعر القبائلي، وهو كاتب له أيضا. التحق سنة 1953 بمعهد ابن باديس بقسنطينة، حاصل على شهادة الإجازة في الأدب العربي سنة 1966، وتم تعيينه أستاذا في السلك الثانوي. وفي سنة 1970 حصل على شهادة الكفاءة في التفتيش التربوي، وشغل منصب مفتش في التعليم، وفي سنة 1977 اشتغل أستاذا مساعدا في جامعة تيزي وزو، وفي عام 1985، اشتغل بفرنسا مفتشا لدى أبناء الجالية لمدة أربع سنوات، ثم عاد بعدها إلى الجزائر ليشتغل مفتشا حتى سن التقاعد. وبعدها شغل مهمة الإشراف على مجلس في أحد المساجد بتعاون مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بتيزي وزو. وله عدة مؤلفات من أهمها كتاب "التفسير الميسَّر لكلام الله الموقَّر بالأمازيغية (القبائلية)" الصادر سنة 2019، وكتاب "القرآن الكريم وترجمة معانيه إلى اللغة الأمازيغية (اللهجة القبائلية)".
سبق لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف أن نشر سورة الفاتحة والأجزاء الثلاثة الأخيرة (قد سمع وتبارك وعم) وترجمة معانيها إلى اللغة الأمازيغية لنفس المترجِم، وذلك سنة 2003.
ولد سنة 1937 بتيز هيبل بتيزي وزو ودرس فيها، كما درس بباريس، وحصل على الدكتوراه في العلوم، وهو باحث متخصص في الطاقة الشمسية، وعمل أستاذا في الكيمياء بجامعة الجزائر، وهو أيضا مدير بحث في وزارة التعليم العالي والبحث والعلمي بالجزائر.
Kamel Chachoua, Radiographie de trois traductions du Coran en kabyle, Revue des Mondes Musulmans et de la Méditerranée, Université de Provence, 2010, Féminismes islamiques, 128, pp.231-245, P.232.
Ibid.
وُلِد سنة 1950 بمنطقة القبائل بالجزائر، وهو حاصل على دكتوراه في الإلكترونيات الدقيقة بالمعهد الوطني لتقنيات العلوم بغرينوبل بفرنسا سنة 1995، وهو أيضا متخصص في اللسانيات الأمازيغية (التركيب وعِلْم اللهجات)، حيث حصل على دكتوراه في اللسانيات الأمازيغية سنة 1996 بالمعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية بباريس، وعُيِّن باحثا بمعهد اللسانيات الإفريقية بفرانكفورت بألمانيا، وفي عام 2003 حصل على شهادة التأهيل للبحث بالمعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية بباريس، وتم تعيينه سنة 2009 أستاذا للتعليم العالي، وهو مدير وحدة البحث في اللغات والثقافات في شمال إفريقيا والشتات بنفس المعهد بباريس. له الكثير من المؤلفات، وأهمها باللغة الفرنسية كراسة تصريف الأفعال القبائلية الصادر سنة 1994، والنحو المعاصر 1 (علم الصرف) سنة 1995، والنحو المعاصر 2 (التركيب) سنة 1996، وكتاب النحو المعاصر للقبائلية سنة 2001، ومعجم الجذور الأمازيغية سنة 2002، واللسانيات الأمازيغية وتطبيقات سنة 2004، ومعجم الأسماء الأمازيغية سنة 2005، وكتاب نحو إصلاح معيرة القبائلية سنة 2012، وعدة كتب ومقالات أخرى حول اللغة الأمازيغية.
نشرها مركز الدراسات الحامية السامية بميلانو الإيطالية، سنة 1998.
شملت هذه الترجمة الجزئية سورة الفاتحة إضافة إلى سورة الملك والناس وما بينهما من السور.
Nait-Zerrad, Kamal, Essai de Traduction Partielle du Coran en Berbère (Vocabulaire Religieux et Néologie), Thèse de Doctorat, Institut National des Langues et Civilisations Orientales, Paris, sous la direction de Salem CHAKER, Mai 1996, P.7.
آيت بلقاسم، أفولاي، ترجمة القرآن إلى الامازيغية: تقديم لمحاولة كمال نايت زراد، مجلة تيفاوت، ع.5، 1995.
http://www.tawalt.com/wp-content/uploads/afulay_quran_aytzerrad.gif
Naït-Zerrad, Kamal, Lexique religieux berbère et néologie : un essai de traduction partielle du Coran, Milano: Centro studi camito-semitici: Associazione culturale berbera in Italia, 1998, P.61.
بلولي، فرحات، ترجمة النص المكتوب من اللغة الأمازيغية إلى العربية، أعمال الملتقى الدولي الثاني حول اللغة الأمازيغية من التقليد الشفوي إلى حقل الإبداع والتأليف (مسار ورهانات)، 17-18 أبريل 2013، قسم اللغة والثقافة الأمازيغية، جامعة أكلي محند أولحاج بالبويرة، ص.37.
Nait-Zerrad, Kamal, Essai de Traduction Partielle du Coran en Berbère (Vocabulaire Religieux et Néologie), Thèse de Doctorat, Institut National des Langues et Civilisations Orientales, Paris, sous la direction de Salem CHAKER, Mai 1996, P.P.7-8.
Haut de page